روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | عوائق التقدم.. واستغلال الفرص

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > عوائق التقدم.. واستغلال الفرص


  عوائق التقدم.. واستغلال الفرص
     عدد مرات المشاهدة: 1634        عدد مرات الإرسال: 0

 السؤال.. مُشكلتي أنِّي أعتمدُ على أهلي كثيرًا، ولا أعتمد على نفسي مُطلقًا، وعندي ضَعْف في التركيز، وبرودة غير طبيعِيَّة، وعندي القليل من الأصدقاء، بل يكاد يكونون غيرَ مَوجودين، وأنِّي على وَشكِ الذَّهاب إلى الخارج؛ لإكمال دراستي مع وضعي المحرج، أفيدوني بالعلاج، جزاكم الله خيرًا.

الجواب.. الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قرأتُ رسالتَك باهتمام، ولم أجِدْ فيها ما يدُل على أنَّك تعاني "فصام الشخصية"، و"فصام الشخصية" مصطلح علمي يَجب أن نكونَ حذرين في استخدامه، وهو لا ينطبق عليك بأيِّ حال من الأحوال.

إنَّ ما ذكرته من أعراض هي أمورٌ طبيعية؛ لأنك تَمر بمرحلةٍ من مراحلِ تطور الشخصية، ربَّما يتباطأ هذا التطور في فترةٍ من الفترات، أو يتأخر قليلًا لسبب ما، لكنَّ ذلك لا يَعني أن تستسلمَ وتتوقف عن التطور، يَجب أنْ تسعى بشَكْلٍ جاد ومُستمر؛ من أجلِ تطوير جوانب شخصيتك، مثل الاعتماد على الذَّات، وزيادة الحماس والدافعِيَّة، والشعور بالرغبة في الإنجاز، والتلذُّذ بالنَّجاح، والسعي لتكوين علاقات اجتماعية، والسَّعْي إلى تطوير مَهاراتك الاجتماعية ومهارات التواصُل مع الآخرين، وتوكيد الذات وإثباتها، وغيرها من الأمور المطلوبة من الشباب في مثل سنّك، فأنت في مقتبل العمر، وأمامك الكثير لتنجزه.

 هناك الكثير من الأساليب التي يُمكنك اتباعها لتحقيق ذلك، على سبيل المثال: يُمكنك ملاحظة مَن حولَك والاستفادة مِن تَجارب مَن نَجحوا في تطوير هذه المهارات، والقراءة والتعرُّف على وسائل تطوير تلك المهارات، وغير ذلك.

 إلاَّ أنَّ الوسيلةَ الأكثر أهمية هي الممارسة التي أراها أهمَّ هذه التقنيات، والتي من دونها لا يُمكنك تَحقيق أي تقدم، وتعتمد هذه الوسيلة على فكرة المواجهة، بمعنى أنْ تضعَ نفسك على الكرسي الساخن، وتقوم بممارسة ما كنت تَخشى مُمارسته، أو أن تضع نفسك في موقف مُهِم، ثم تسعى إلى التعامُل معه، من الوارد أنْ تتعرَّض للفشل في المرة الأولى والثانية والثالثة... وهذا أمر طبيعي، لكن الفشل في مثل هذه الحالة نطلق عليه "تغذية راجعة" تُساعدك على تقييم وضعك، وتَحديد أي الجوانب يتطلب منك اهتمامًا أكبر.

 دعني أكرِّر أنَّه لا يظهر لي أنَّك تُعاني أيَّ مُشكلة نفسية، بل هي مرحلة تَحتاج منك إلى الصبر والمثابرة، وأخذ الأمور بجدية، وبذل الجهد، وأعتقد أنَّ السفر سيمنحك فرصةً جَيِّدَة لتسريع هذه العمليَّة؛ إذ إنه يفرض عليك مواقِفَ تَجد نفسك مضطرًّا فيها لاستخدام مهاراتك وتطويرها، ويُمكنك كذلك أن تستعين بعدد من الكتب والمقالات في مجال تطوير الذات، وهي متوفرة في المكتبات، فالقراءةُ تُساعِدُنا كثيرًا على فهم كيفية تطوير المهارات بشكل منظم.

 وختامًا:

أَودُّ أن أؤكد أمرًا مُهِمًّا جِدًّا يعد مِفتاحَ هذه القضية، وهو مَوقفك تُجاه نفسك وتُجاه هذا التطوير، كثير من الناس لا يُحقِّقون تقدمًا في حياتِهم، رَغم أنَّ طريق التطوير كان واضحًا أمامهم، والسبب في ذلك أنَّهم كانوا يَحملون رأيًا سلبِيًّا عن أنفسهم؛ إذ تدور في أذهانهم أفكار مثل: أنا فاشل... أنا ضعيف... أنا مسكين... لا أستحق ذلك... كانت ظروفي قاسية...

وغيرها من العبارات التي تعوقهم عن التطور، فعندما تَحين الفرصة، تَجدهم لا يستطيعون الإمساكَ بها واستغلالها، وتَخور قواهم بشكل سريع، مثل هذا التقاعُس والفشل قد يُعزِّز فكرتهم الأصلية عن أنفسهم، ومِنْ ثَمَّ يدخلون في دائرة مفرغة من الإحباط، وضعف الثقة بالنفس، يَجب أن نكسر هذه الدائرة من خلال تَحسين رأينا عن أنفسنا، وتبنّي موقف إيجابي من التغيُّر والتطوير.

 أتمنى لك حياة هانئة مكلَّلة برضا الله وحب الناس.

الكاتب: د. ياسر بكار

المصدر: موقع الألوكة